السبت، 13 يوليو 2013

اليوم الثانى مقال و سؤال اليوم الثاني لـ مسابقة_مشاعل

اليوم الثانى مقال و سؤال اليوم الثاني لـ  مسابقة_مشاعل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فإن الحديث سيكون حول فضيلة الإخلاص واثر الصوم في اكتسابها وقبل الدخول في أثر الصوم في اكتساب الإخلاص يحسن الوقوف عند الإخلاص من حيث مفهومه , وأهميته .

أخي الصائم : أصل الإخلاص في اللغة ماده خلص , والخالص : هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه .
والإخلاص في الشرع : هو تصفيه العمل من كل شائبة تشوبه .

ومدار الإخلاص على أن يكون الباعث على العمل امتثال أمر الله وإرادته – عز وجل – فلا يمازج العمل شائبة من شوائب إرادة النفس : أما طلب التزين في قلوب الخلق وأما طلب مدحهم والهرب من ذمهم أو طلب تعظيمهم أو طلب أموالهم أو خدمتهم ومحبتهم, وقضائهم حوائجه أو غير ذلك من العلل والشوائب التي يجمعها : إرادة ما سوى الله  في العمل , فهذا هو مدار الإخلاص .

 ولا حرج بعد هذا على من يطمح إلى شيء آخر , كالفوز بنعيم الآخرة أو النجاة مكن أليم عذابها  .
بل لا يذهب بالإخلاص –بعد ابتغاء وجه الله-أن يخطر في بال العامل أن للعمل الصالح آثارا طيبه في هذه الحياة الدنيا كطمأنينة النفس , وأمنها من المخاوف وصيانتها عن مواقف الذل والهون , إلى غير ذلك من الخيرات التي تعقب العمل الصالح ويزداد بها إقبال النفوس على الطاعات قوة إلى قوة .

هذا هو مفهوم الإخلاص .

أما أهميته فيكفي أنه شرط لقبول العبادة,فالعبادة تقوم على شرطين هما: الإخلاص لله , والمتابعة للرسول- صلى الله علي وسلم-قال الله- تعالى-:{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم-:( يقول الله - تعالى- ) أنا أغنى الشركاء عن الشرك ,فمن عمل عملا , فأشرك فيه غيري – فأنا منه بريء,وهو للذي أشرك).رواه مسلم.
معاشر الصائمين هذا هو مفهوم الإخلاص وذلك شيء من أهميته و فضله .

هذا وإن للصيام أثرا عظيما في تربية النفوس على فضيلة الإخلاص و ألا يراعى في الأعمال غير وجه الله -جل وعلا- .
ذلكم أن الصائم يصوم إيمانا واحتسابا ويدع شهوته و طعامه وشرابه من أجل الله – تعالى- وأي درس في الإخلاص أعظم من هذا الدرس؟ 
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-  عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
قال ابن حجر - رحمه الله- قوله (إيمانا ) : أي تصديقا بوعد الله بالثواب عليه و (احتسابا) : أي طلبا للأجر لا لقصد آخر من رياء ونحوه . ا,هـ.

وفي البخاري أيضا من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك - يترك طعامه وشرابه وشهوته من اجلي والصيام لي وأنا اجزي به والحسنة بعشر أمثالها. 

معاشر الصائمين هكذا يربينا الصوم على فضيلة الإخلاص  فالصوم عبادة  خفيه وسر بين العبد وربه ولهذا قال بعض العلماء : الصوم لا يدخله الرياء بمجرد فعله وإنما يدخله الرياء من جهة الإخبار عنه. 

بخلاف بقية الأعمال فان الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها 
 ولا ريب أن الإخلاص من أعظم الخصال واحمد الخلال إن لم يكن أعظمها وأحمدها.  

والإخلاص هو الذي يجعل في عزم المرء متانة ويربط على قلبه فيمضي في عمله إلى أن يبلغ الغاية. 

وكثير من العقبات التي تقوم دون بعض المشروعات لا يساعدك على العمل لتذليلها إلا الإخلاص.  

أيها الصائمون :قد يخل المرء في بعض الأعمال ويتغلب عليه الهوى في بعضها فيأتي بالعمل صورة خالية من الإخلاص. 

والذي يرفع الشخص إلى أقصى درجات الفضل والمجد إنما هو الإخلاص الذي يجعله الإنسان حليف سيرته , فلا يقدم على عمل إلا وهو مستمسك بعروته الوثقى 
قال ابن تيميه رحمه الله إذا كان العبد مخلصا لله  اجتباه ربه فأحيا قلبه واجتذبه إليه فينصرف عنه ما يضاد ذلك  من السوء والفحشاء ويخاف ضد ذلك 
بخلاف القلب الذي لم يخلص لله  فإن فيه طلبا , وإرادة , وحبا مطلقا  فيهوى كل ما يسنح له ويتشبث بما يهواه كالغصن  أي نسيم مر به  عطفه وأماله .ا- هـ.

اللهم ارزقنا الإخلاص فيما نأتي  وما نذر ..
*باختصار من كتاب (روح الصيام ومعانيه)


السؤال : ما هو الإخلاص شرعا و ما هو أثر الصيام في تربية النفوس على الإخلاص ؟


ترسل الإجابة على الخاص   @dj_albossor

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق